الثلاثاء، 17 أبريل 2018

دنيايَ كالبحر بقلم حسان يوسف

دنـيـايَ كـالـبحرِ الـعـميقِ و جـوفهِ
لا الــنّــورُ ظـلّـلـنـي و لا الأحــــلامُ

دنــيـايَ كـالـلّيل الـظـلومِ و عـتـمهِ
لا الـشّـمسُ تـعـرفني و لا الأنـجـامُ

كـالطّيف في عرض الزمان و قهره
لا الــوقــتُ أدركــنــي و لا الأيـــامُ

دنـيـايَ كـالسّطرِ الـحزينِ و حـرفهِ
لا الــحـبـرُ يـكـتـبني و لا الأقـــلامُ

كـالـلّـوحةِ الــسّـوداء فــي ألـوانـها
لا الــفــنُّ يـرسـمـنـي و لا الــرّسّـامُ

أيّـــامُ دهــري كـالـحروبِ و نـارِهـا
و أنـــا بــهـا مـثـلَ الـخـرابِ رُكــامُ

أيّــامُ عـمـري كـالـمريضِ بــلا شِـفا
الآهُ تــقـتـلـنـي كـــمـــا الأســـقـــامُ

أمـضيتُ عـمري و العذابُ ملازمي
و كــأنّـنـي فـــوقَ الـقـبـورِ رِجـــامُ

أمــضـيـتـهُ مــتـثـاقـلاً مـتـشـائـمـاً
و عــلـى سـيـاجـي تـنـعقُ الأبــوامُ

مـثـلَ الـخـيالِ فــلا دِمــا بـوريـدهِ
لا روحَ فــي جـسدي كـما الأصـنامُ

مثلَ السّرابِ إذا اختفى في لحظةٍ
مـــــا عـــدّنــي عــــدٌّ و لا أرقــــامُ

لــم أعــرفِ الـحبَّ الـبهيَّ و طُـهرَهُ
نـحـو الـهوى فـي خـافقي إحـجامُ

جـفّـت عـواطـفُ مـهجتي و كـأنّما
فـــي مـتـنـها قـــد نُــفِـذَ الإعـــدامُ

مـات الـفؤادُ و مـات صـبّي مُـغرقاً
فـنـياطُ قـلـبي فــي الـهـوى أقـزامُ

و الــرّوحُ تـجـهدها سـنـونُ مـرارةٍ
و الــقـلـب فـــي طـيّـاتـهِ الإبــهـامُ

و عـلى شـفاهِ الـعمر ماتتْ ضحكةٌ
فــي ثـغـريَ الـمـحزونِ مـاتَ كـلامُ

يـــا أيــهـا الـقـمـر الـمـنيرُ دروبـهـم
فــلـتـرخِ نــــوركَ و الأنــــامُ نِــيـامُ

و لْـتلقِ فـي روحـي شـعاعَ مـحبّةٍ
فـلـعـلّـنـي يُــلــقـى إلــــيَّ ســــلامُ

و لـتـسمِعِ الـقلبَ الـمهيضَ حـكايةً
كـي تـزدهي فـي خـافقي الأجذامُ

يـا بـحرُ جُـدْ بـلطيفِ ريحٍ من صَبا
كــي تـلـفحَ الـوجـهَ الـحزينَ نِـسامُ

و لـتشرقي يـا شـمسُ فـي وجناتهِ
فــلـعـلّـهُ عـــنّــي يـــــزولُ ظــــلامُ

و لـتـعزفي لـحـنَ الـحـياةِ صـبـابةً
كـي تـحتفي فـي خـاطري الأنـغامُ

و ربـيعَ قـلبي فارسمي كي تزدهي
أزهـــــــارهُ و بـــراعـــمٌ و قِــــــلامُ

أنــشــودةَ الآمـــالِ هــيّـا أنــشـدي
كــي تـخـتفي مــن أضـلـعي الآلامُ

يـا لـيلُ أسـدلْ هـدأةً فـي مهجتي
و أَزلْ هـمـومي فـالـشّجونُ عِـظامُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق